كيف نصلي بخشوع؟
الصلاة عمود الدين()
على المسلم أن يعلم أنَّ الصلاة هي أهم عمل عبادي يكرره في حياته, وأنَّ الصلاة صلة بين العبد وربه.
وأننا إذا أردنا أن نعرِّف بإنسان ونشير إلى تدينه وإلتزامه, نقول عنه أنَّه يصلي.
وأنَّ ما من نبي إلا وأمر أصحابه وأتباعه بالصلاة وأوصاهم بها, قال الله ملكه
رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبَّل دعآءِ)().
وأنها أول عمل عبادي يقوم به من تشرَّف بدخول الإسلام, بعد أن يتشهَّد ويتطهَّر.وأنها ترافق المسلم في ليله ونهاره, في سفره وحضره, في صحته وسقمه... فكانت( على المؤمنين كتاباً موقوتاً)().
وأنَّ الواجب من الصلوات إذا كان محدوداً, فالمستحب يكاد لا يحصى... خاصة في المناسبات والأعياد.
وأنها عروج إلى ربِّ العالمين تبارك وتعالى.
وأنها وجه الدينوأنها أمانة, ولها حدود وآداب, وشروط وأوقات, ومن نسيها أو غفل عنها أو نام, تبقى في ذمته حتى يؤديها.
وأنها أحب الأعمال إلى الله تعالى اسمه.
ويكفي لكي نعلم أهمية الصلاة, أن رسول الله(ص) كان يحبها حباً جماً ولا يشبع منها.
وهذا من الفضائل ومكارم الأخلاق لمن كان "عبداً شكوراً", وروي عنه:
__________________
(1) سورة النساء المباركة, الآية103.
" جعل الله جلّ ثناؤه قرة عيني في الصلاة, وحبّب الي الصلاة كما حبب الى الجائع الطعام, وإلى الظمآن الماء, وإنَّ الجائع إذا أكل شبع, وإن الظمآن إذا شرب روى, وأنا لا أشبع من الصلاة().
والصلاة قربان كل تقي, يزداد منها ويلتزم بعض مستحباتها ونوافلها, وهي خير موضوع, ويكفي في خطورتها أن الأعمال مرهونة بها, فإن قبلت قبل ما سواها, وإن رفضت رفض ما سواها.
وأنها خير مطهّر من الذنوب, وقد ورد فيها عجباً, مما تسكن إليه نفس المؤمن, ويحرم من إدراكه أهل الغرور.
فعن سلمان رضي الله عنه, قال: كنّا مع رسول الله في ظلِّ شجرة فأخذ غصناً منها فنفضه فتساقط ورقه فقال:
ألا تسألوني عمَّا صنعت؟ قلنا: أخبرنا يا رسول الله, قال:
" أن العبد المسلم إذا قام إلى الصلاة تحاتت عنه خطاياه كما تحاتت ورق هذه الشجرة"()
ومما تقرُّ به العيون وتطمئنُّ القلوب ما ورد في النص الشريف عن رسول الله(ص) قوله:
"يا علي, والذي بعثني بالحق بشيراً ونذيراً, إنَّ أحدكم ليقوم إلى وضوئه, فتساقط عن جوارحه الذنوب, فإذا استقبل الله بوجهه وقلبه, لم ينفتل عن صلاته وعليه من ذنوبه شيئ بين الصلاتين, كان له مثل ذلك".
حتى عدَّ الصلوات الخمس, ثم قال:
"يا علي, منزلة الصلوات الخمس لأمتي كنهر جار على باب أحدكم, فما ظنَّ أحدكم لو كان في جسده درنٌ ثم إغتسل في ذلك النهر خمس مرات في اليوم, أكان يبقى في جسده درن؟ فكذلك والله الصلوات الخمس لأمتي"(2).الصلاة وآدابها, باب إمتثال الأوامر الإلهية إصلاح النفوس البشرية... والله سبحانه .
غني عنها( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)().